لو بس اشوفك تانى ..هقولك انى بحبك مش هيهمنى ان انا البنت وانت الولد ..مش هيهمنى اذا كنت فهمت تلميحاتك غلط ..مش هيهمنى غير انك تعرف الحقيقة ..اننا مش مجرد اصحاب ..مش هيهمنى حتى تقولى انا كمان بحبك ..هقولك وامشى...

ومش عارفة يمكن الجرأة دى جاتلى عشان عارفة انى مش هشوفك تانى...

صارت سعادتها فى حزنها.. ونسها فى وحدتها.. موهبتها هى النسيان.. افضل ما تجيد فعله هو التظاهر بأنها لا تهتم.. تجد لذة غريبة فى خسارة اشخاص تحبهم.. واحد تلو الاخر.. تتعجب حينما تجد من يحبها فتبذل قصارى جهدها لتجعله يكرهها.. فهى تظن انه لمن الأفضل ان يبتعد عنها الناس بارادتها على ان يبتعدوا وتظل هى حائرة لما فعلوا ذلك بها بالرغم من انها تعطيهم كل ما لديها من اهتمام وحب .. فأصبح كل شىء عكس ما تظن وتتوقع هى .. حتى صارت حزينة فى سعادتها ..و صارت وحدتها فى ونسها .....

مع الوقت هتستتفه وهتستصغر الاسباب والخناقات اللى بعدتكوا عن بعض .. مش هتفتكر غير اللحظات والذكريات الحلوة .. مش هتحس غير بالوحدة من غيرهم فى كل حاجة هتبصلها حواليك .. هتلعن ابو كرامتك اللى خليتك تسبهم يمشوا ..

كانت صديقة الثانوية العامة .. التقيتها بعد ان افترقنا و دخل كلانا جامعات مختلفة فسألتها : ها بقى اتعرفتى على ناس جديدة وكدة.. قالت لى : لا فاكس مليش نفس اصلا اتعرف على ناس جديدة .. صحت فى صرخة اعلى من صرخة شوبير : ليييييييييه ايه يا بنتى لازم يبقى ليكى اصحاب فى كل حتة .. قالتلى : الواحد مش ناقص صدمات ..خلينى كده احسن اخرهم معايا اصحاب كلية .. تعجبت من قاون العزل الغير دستورى الذى  فرضته على نفسها .. و كنت اتحدث واثقة ثقة ابو حامد فى خرطوشه حيث كونت العديد من الصدقات من اول يوم لى فى الكلية .. فقلت لها الاسطوانة المشروخة : مش كل الناس زى بعض اكيد هتلاقى اصحاب كويسين ومرت الايام و السنين ولا اعرف هل اصبحت مثلها لا ارغب فى معرفة ناس جديدة لأن الله يعاقبنى على سخريتى منها ليذيقنى من نفس الكأس .. ام هكذا هم الناس لهم عمر افتراضى و صلاحية انتهاء !!

كلنا بندور على الحب .. بس انك متلقيهوش دى مش اكبر مشكلة فى حياتك .. لكن وجوده ممكن يهون عليك اكبر مشكلة فى حياتك .. مثلا لو اكبر مشاكلك هى كرهك لكليتك .. وانت بتفكر انك بتكرهها تلاقى صاحبك طالعلك : الحمد لله ان انا وولاء فى نفس الكلية هى اللى مهونة عليا فعلا ..اهو رايحين جايين مع بعض كأنها خروجة "..لو مشكلتك ان اصحابك باعوك و بيتخلوا عنك تلاقى صاحبك طالعلك بنبرة سومة العاشق : البت والء دى جدعة اوى هى الوحيدة اللى واقفة جنبى فى اى مشكلة مبتسبنيش ابدا " .. فجأة تحس انك ملكش غير ربنا و عايز تتقرب منه تلاقى نفسك من كتر الكآبة مش عارف تتغير لأن مفيش فيك ذرة طاقة تخليك ترفع صوباعك الصغير يطلعلك صاحبك برده : انا لازم اتغير و أغير اسلوب حياتى ولاء قافشة عليا ..لازم ابطل سجاير  و الاقى شغل واقرب من ربنا عشان يكرمنا و نتجوز كده " .. مش بعيد لو عايز تنتحر بس معندكش الجرأة يطلعلك صاحبك : انا هنتحر .. انا و ولاء سبنا بعض " !!

لم اشأ يوما ان اكون كائن على حياته كل هذا النوع من التركيز على ملابسه و تصرفاته و صوته و حركاته .. لم اشأ يوما ان اكون انا  المُتحرش به والام لما ارتكبه المُتحرش فى حقى .. لم اشأ يوما ان احُرم من الاشياء المباحة التى هى عادية جدا عندما يمارسها الذكور .. فوجدت نفسى سجينة مقيضة .. فابتعدت عن الاشياء المحرمة رياءاً و ابتعدت عن الاشياء المباحة غصباً

وليه نحب بلد بيحكمها العسكر والأخوان ... فى شوارعها مبنحسش بالأمان ... والميا و النور قطعوها علينا كمان ... لولا أن خايفة الاقى نفسى فى بلطيم كنت سافرت اليونان !!